السبت، 23 أبريل 2016

الملك السمين

قال الشافعي رضي الله تعالى عنه  ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن وقيل له قال لا تغدو العاقل إحدى خصلتين إما أن يهتم لآخرته ومعاده أو الدنيا ومعاشه والشحم مع الهم لا ينعقد فإذا خلا من المعنيين صار في حد البهائم فانعقد الشحم ثم قال كان ملك في الزمان الأول وكان مثقلا كثيرا الشحم لا ينتفع بنفسه فجمع المتطببين وقال احتالوا إلي بحيلة يخف عني لحمي هذا قليلا قال فما قدرو له على شيء قال فبعث له رجل عاقل أديب متطبب فاره فبعث إليه وأشحصه فقال له عالجني ولك الغنى قال أصلح الله الملك أنا متطبب منجم دعني حتى أنظر الليلة في طالعك أي دواء يوافق طالعك فأسقيك قال فغدا عليه فقال أيها الملك الأمان قال لك الأمان قال رأيت طالعك يدل على أن الباقي من عمرك شهر فإن أحببت عالجتك وإن أردت بيان ذلك فاحبسني عندك فإن كان لقولي حقيقة فخل عني وإلا فاستقص مني قال فحبسه قال ثم رفع الملك الملاهي واحتجب عن الناس وخلا وحده مهتما كلما انسلخ يوم ازداد غما حتى هزل وخف لحمه ومضى لذلك ثمان وعشرون يوما فبعث إليه وأخرجه فقال ما ترى قال أعز الله الملك أنا أهون على الله عز وجل من أن أعلم الغيب والله ما أعرف عمري فكيف أعرف عمرك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق