الأحد، 20 نوفمبر 2016
انظر الي فضل الإنفاق على المحتاج
كان في بني اسرائيل رجل عابد يعمل في كل يوم زبيلا، فيبيعه بدرهم، فيشتري بأربعة دوانيق قوتا لعياله، وبدانقين خوصا فيعمل به زبيلا آخر، قال: فباع الزبيل يوما بدرهم، وأقبل ليشتري طعاما، فمر بسائل، يقول: من يقرض الملي الوفي، فأعطاه الدرهم، ثم جاء إلى أهله، فقالوا: أين قوتنا؟ قال: أقرضته مليا وفيا، وسيأتيكم رزقكم.وجمع ما عنده من الخوص، فعمل منه زبيلا صغيرا فباعه بدانقين، وقال: إن اشتريت خبزا لم يكف عيالي، وإن اشتريت خوصا بقي عيالي بلا خبز، فمر به صياد معه سمكة، فاشتراها بالدانقين، وجاء بها، وقام يصلي، فشقتها امرأته، فخرجت منها درة كالبيضة، فأضاءت البيت، فقالت زوجته: ما أسرع ما رد عليك ربك ما أقرضته، فأقبل بها إلى الملك، فدعى باللالين، فقوموها مائة ألف درهم، فاشتراها الملك بمائة ألف، فقال العابد لامرأته: شأنك بالمال واتركيني أصلي، فجاء سائل، فقال: يا أهل الدار، واسوني مما رزقكم الله، فقال له: ادخل خذ من هذا المال بدرة، فقال السائل: تهزأ بي؟ قال: لا.قال السائل: لا أطيق حملها، قال: أنا أحملها معك، فحملها معه، فلما خرج السائل، قال له: لست بسائل، ولكني ملك من ملائكة السماء السابعة، أرسلني الله تعالى إليك لأبلوك فيما آتاك، فوجدك عبدا شكورا، واعلم أن الله تعالى قد قبل منك الدرهم الذي أقرضته فصيره اثنى عشر جزءا، أعطاك مائة ألف بجزء واحد، وادخر لك أحد عشر جزءا حتى يعطيك في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ارجع فبارك الله لك في مالك "
الأحد، 14 أغسطس 2016
جريج الراهب
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " كان جريج راهبا في صومعة له، وكان راعي بقر يأوى إلى أسفل صومعته، وكانت امرأة من أهل القرية تختلف إلى الراعي، فأتته أمه يوما، فقالت: جريج.وهو يصلي، فقال في نفسه: أمي وصلاتي.فرأى أن يؤثر صلاته، ثم صرخت به الثانية والثالثة، فلما لم يجبها، قالت: لا أماتك الله يا جريج، حتى تنظر في وجوه المومسات.
ثم انصرفت، فولدت تلك المرأة، فقالوا: ممن؟ قالت: من جريج.
فضربوا صومعته بالفئوس حتى وقعت، وجعلوا يده إلى عنقه بحبل، ثم مر به على المومسات،فرآهن فتبسم وهن ينظرن إليه، فقال الملك: ما تزعم هذه، قال: ما تزعم؟ قال: تزعم أن ولدها منك، قال: أين هذا الصغير؟ فأقبل عليه، فقال: من أبوك؟ قال: راعي البقر.قال الملك: أنجعل صومعتك من ذهب؟ قال: لا، ردوها كما كانت، قال: فما الذي تبسمت؟ قال: أمر عرفته، أدركتني دعوة أمي ثم أخبرهم "
الجمعة، 12 أغسطس 2016
قصة هارون البلخي
عن مالك بن دينار، قال: " بينا أنا أطوف بالبيت الحرام، وقد أعجبني كثرة الحاج والمعتمرين، فقلت: ياليت شعري من المقبول منهم فأهنيه، ومن المردود منهم فأعزيه، فلما كان الليل أريت في منامي كأن قائلا، يقول: مالك بن دينار تتفكر في الحجاج والمعتمرين، قد والله غفر الله للقوم أجمعين الصغير والكبير، والذكر والأنثى، الأسود والأبيض، العربي والأعجمي، ما خلا رجلا واحدا، فإن الله تعالى عليه غضبان، وقد رد عليه حجه، وضرب به وجهه.قال مالك: فنمت بليلة لا يعلمها إلا الله جل وعز، وخشيت أن أكون أنا ذلك الرجل، فلما كان في الليلة الثانية، رأيت في منامي مثل ذلك، غيرأنه قيل لي، ولست ذلك الرجل، بل هو رجل من أهل خراسان من مدينة تدعى بلخ، يقال له: محمد بن هارون البلخي: الله عليه غضبان، وقد رد عليه حجه، وضرب به وجهه، فلما أصبحت أتيت قبائل أهل خراسان، فقلت: أفيكم البلخيون؟ قالوا: نعم.فأتيتهم، فسلمت، وقلت: أفيكم رجل، يقال له: محمد بن هارون، قالوا: بخ بخ يا مالك، تسأل عن رجل ليس بخراسان أعبد، ولا أزهد، ولا أقرأ منه، فعجبت من جميل الثناء عليه، وما رأيت في منامي، فقلت: أرشدوني إليه، فقالوا: إنه منذ أربعين سنة يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يأوي إلا الخراب نظنه في خراب مكة، فجعلت أجول في الخرابات، وإذا به قائم خلف جدار، وإذا يده اليمنى مقطوعة معلقة في عنقه، وقد نقب ترقوته، وشدها إلى قيدين غليظين في قدمه وهو راكع وساجد، فلما أحس بهمس قدمي انفتل، وقال: من تكون؟ قلت: مالك بن دينار.
قال: يا مالك، فماذا جاء بك إلي، رأيت رؤيا؟ اقصصها علي، قلت: استحي أن أستقبلك بها، قال: لا تستحي.
فقصصتها عليه، فبكى طويلا، وقال: يا مالك، هذه الرؤيا ترى لي منذ أربعين سنة، يراها في كل سنة رجل زاهد مثلك، إني من أهل النار.
قلت: بينك وبين الله ذنب عظيم؟ قال: نعم، ذنبي أعظم من السماوات، والأرض , والجبال، والعرش، والكرسي.
قلت: حدثني أحذر الناس لا يعملون به، قال: يا مالك، كنت رجلا أكثر شرب هذا المسكر، فشربت يوما عند خدن لي، حتى إذا ثملت وزال عقلي أتيت منزلي، فدخلت، فإذا والدتي تحصب تنورا لنا قد أبيض جوفه، فلما رأتني أتمايل بسكري، أقبلت تعظني، تقول: هذا آخر يوم من شعبان، وأول ليلة من رمضان يصبح الناس غدا صواما، وتصبح أنت سكرانا، أما تستحي الله؟ فرفعت يدي، فلكزتها، فقالت: تعست؟ فغضبت من قولها، فحملتها بسكري، فرميت بها في التنور، فما رأتني امرأتي حملتني، فأدخلتني بيتا، وأجافت الباب في وجهي، فلما كان آخر الليل، وذهب سكري، دعوت زوجتي لتفتح الباب، فأجابتني بجواب فيه جفاء، فقلت: وبك ما هذا الجفاء الذي لم أعرفه منك؟ قالت: تستأهل أن لاأرحمك.قلت: ولم؟ قالت: قد قتلت أمك، رميت بها في التنور، فقد احترقت، فلما سمعت ذلك لم أتمالك أن قلعت الباب، وخرجت إلى التنور، فإذا هي فيه كالرغيف المحترق، فالتفت، فإذا قدوم، فوضعت يدي على عتبة الباب، فقطعتها بيدي الشمال، ونقبت ترقوتي، فأدخلت فيها السلسلة، وقيدت قدمي بهذين القيدين، وكان ملكي ثمانية آلاف دينار، فتصدقت بها قبل مغيب الشمس، وأعتقت ستا وعشرين جارية، وثلاثة وعشرين عبدا، ووقفت ضياعي في سبيل الله، وأنا منذ أربعين سنة أصوم النهار، وأقوم الليل لا أفطر إلا على قبضة حمص، وأحج البيت في كل سنة، ويرى لي في كل سنة رجل عالم مثلك مثل هذه الرؤيا، وإني من أهل النار.
قال مالك: فنفضت يدي في وجهي، وقلت: يا مشئوم، كدت تحرق الأرض ومن عليها بنارك، وغبت عنه بحيث أسمع حسه، ولا أرى شخصه.
فرفع يده إلى السماء، وجعل يقول: يا فارج الهم، وكاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، لا تقطع رجائي، ولا تخيب دعائي.
قال مالك: فأتيت منزلي، فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، يقول: يا مالك، لا تقنط الناس من رحمة الله، ولا تؤيسهم من عفوه، إن الله قد اطلع من الملأ الأعلى على محمد بن هارون فاستجاب دعوته، وأقاله عثرته، اغد إليه، فقل له: إن الله يجمع الأولين والأخرين يوم القيامة، وينتصر للجماء من القرناء، ويجمع بينك يا محمد بن هارون وبين أمك، فيحكم لها عليك، ويأمر الملائكة، فيقودونك بسلاسل غلاظ إلى النار، فإذا وجدت طعمها بمقدار ثلاثة أيام من أيام الدنيا ولياليها، آليت على نفسي لا يشرب المسكر عبد من عبيدي، ويقتل النفس التي حرمت، إلا أذقته طعم النار، ولو كان خليلي إبراهيم، ثم أطرح في قلب أمك الرحمة، فألهمها أن تستوهبك مني، فأهبك لها فتدخلان الجنة.
فلما أصبحت غدوت إليه، فأخبرته برؤياي، فكأنما كانت حياته حصاة طرحت في طست ماء، فمات، فكنت فيمن صلى عليه "
الجمعة، 5 أغسطس 2016
عاقبة العدل وصلة الرحم
كان في بني إسرائيل ملكان أخوان على مدينتين، فكان أحدهما بارا برحمه، عادلا على رعيته، والآخر، عاقا برحمه، جائرا على رعيته، وكان في عصرهما نبي، فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي، أنه قد بقي من عمر هذا البار ثلاث سنين، وبقي من عمر هذا العاق ثلاثون سنة، فأخبر النبي رعية هذا ورعية هذا، فحزنوا، وفرقوا بين الأطفال والأمهات، وتركوا الطعام والشراب، وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله عز وجل أن يمتعهم بالعادل، ويزيل عنهم أمر الجائر، فأقاموا ثلاثا، فأوحى الله إلى ذلك النبي أن أخبر عبادي أني قد رحمتهم، وأجبت دعاءهم، وجعلت ما بقي من عمر هذا البار لذلك الجائر، وما بقي من عمر الجائر لهذا البار، فمات العاق لتمام ثلاث سنين، وبقي البار ثلاثين سنة»
الخميس، 30 يونيو 2016
الأسد ومكر الثعلب
مرض الأسد فعاده السباع ما خلا الثعلب فقال الذئب أيها الملك مرضت فعادك السباع إلا الثعلب قال فإذا حضر فأعلمني فبلغ ذلك الثعلب فجاء فقال له الأسد يا أبا الحصين مرضت فعادني السباع كلهم ولم تعدني أنت قال بلغني مرض الملك فكنت في طلب الدواء له قال فأي شيء أصبت قال قالوا لي خرزة في ساق الذئب ينبغي أن تخرج فضرب الأسد بمخاليبه ساق الذئب فانسل الثعلب وخرج فقعد على الطريق فمر به الذئب والدم يسيل عليه فقال له الثعلب يا صاحب الخف الأحمر إذا قعدت بعد هذا عند سلطان فانظر ما يخرج من رأسك
الثلاثاء، 7 يونيو 2016
الهر والجرذ
قال محمد بن عجلان مولي بن زياد قال دخل زياد مجلسه ذات يوم فإذا هو بهر في زاوية البيت فذهبت أزجره فقال دعه فأرى ماذا يصنع ثم صلى الظهر ثم عاد إلى مجلسه ثم صلى العصر فعاد إلى مجلسه كل ذلك يلاحظ الهر فلما كان قبل غروب الشمس خرج جرذ فوثب عليه الهر فأخذه فقال زياد من كانت له حاجة فليواظب عليها مواظبة الهر فإنه يظفر به
الجمعة، 3 يونيو 2016
الرجل الصالح والدنانير
حدثنا أبو بكر بن الحضنة عن مؤدبه أبي طالب المعروف بابن الدلو وكان رجلا صالحا يسكن نهر طابق أنه كان ليلة من الليالي قاعدا ينسخ قال وكنت ضيق اليد فخرجت فأرة كبيرة فجعلت تعدو في البيت ثم خرجت أخرى وجعلا يلعبان بين يدي طاسة فكفيتها على إحداهما فجاءت الأخرى فجعلت تدور حول الطاسة وأنا ساكت فدخلت السرب فخرجت وفي فيها دينار صحيح وتركته بين يدي فاشتغلت بالنسخ وقعدت ساعة تنتظر ثم رجعت فجاءت بدينار آخر وقعدت ساعة إلى أن جاءت بأربعة أو خمسة وقعدت زمانا أطول من كل نوبة ورجعت فأخرجت جلدة كانت فيها الدنانير وتركتها فوق الدنانير فعرفت أنه ما بقي شيء فرفعت الطاسة ففرتا فدخلتا البيت وأخذت أنا الدنانير
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)