الاثنين، 7 مارس 2016

الرجل الغيور وابنته

كان رجل من بني تميم  له ابنة جميلة وكان غيورا فابتنى لها في داره صومعة وجعلها فيها وزوجها من أكفائه من بني عمها وأن فتى من كنانة مر بالصومعة فنظر إليها ونظرت إليه فاشتد وجد كل واحد منهما بصاحبه ولم يمكنه الوصول إليها وأنه افتعل بيتا من الشعر ودعا غلاما من الحي فعلمه البيت وقال له ادخل هذه الدار وانشد كأنك لاعب ولا ترفع رأسك ولا تصوبه ولا تومئ في ذلك إلى أحد ففعل الغلام ما أمر به وكان زوج الجارية قد أزمع على سفر بعد يوم أو يومين فأنشد الغلام يقول

(لحى الله من يلحي على الحب أهله ... ومن يمنع النفس اللجوج هواها)

قال فسمعت الجارية ففهمت فقالت

(إلا إنما بين التفرق ليلة ... وتعطى نفوس العاشقين مناها)

قال فسمعت الأم ففهمت فأنشأت تقول إلا إنما تعنون ناقة رحلكم ... فمن كان ذا نوق لديه رعاها)

قال فسمع الأب فأنشأ يقول

(فأنا سنرعاها ونوثق قيدها ... ونطرد عنها الوحش حين أتاها)

فسمع الزوج ففهم فأنشأ يقول

(سمعت الذي قلتم فها أنا مطلق ... فتاتكم مهجورة لبلاها)

قال فطلقها الزوج وخطبها ذلك الفتى وأرغبهم في المهر فتزوجها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق